المعرفة الجغرافية والتاريخية
جد اتجاهين رئيسيين يمكن التمييز بينهما في تعريف التكامل الاقتصادي
الأول : اتجاه عام يعرف التكامل على أنه أي شكل من أشكال التعاون أو التنسيق بين الدول المختلفة دون المساس بسيادة أي منهما .
الثاني : يعرف التكامل بأنه عملية لتطوير العلاقات بين معينة وصولاً إلى أشكال جديدة مشتركة بين المؤسسات والتفاعلات التي تؤثر على سيادة الدولة .
يعتبر الاتجاه الأول نوع من أنواع التنسيق ولا يعتبر تكامل اقتصادي ، أما الاتجاه الثاني فهو أكثر عمقاً وتحديداً ويتضمن تحويل جزء من اتخاذ القرار في مجالات معينة من الدولة الوطنية إلى هيئات ومؤسسات إقليمية ، فالتكامل يعني إزالة جميع العقبات التي كانت تقف كعائق أمام التبادل التجاري بين مجموعة الدول المشتركة في التكتل ويتم إزالة القيود الجمركية وغير الجمركية والعقبات التي تقف في طريق عناصر الإنتاج ورؤوس الأموال ويشكل هذا التكتل منظومة اقتصادية متكاملة ويتم عادة بين الدول المتقاربة في المصالح الاقتصادية أو في الموقع الجغرافي وهو يهدف لتحقيق أهداف اقتصادية وسياسية محددة تعود بالنفع على الدولة والتكتل الاقتصادي معاً .
يتطلب نجاح التكتلات الاقتصادية الإقليمية مقومات أساسية وشروط مناسبة وذلك لنجاح التكتل واستمراريته منها توافر البنية التحتية الأساسية الملائمة ــ توافر قوة العمل المؤهلة والمدربة ــ تنسيق السياسات الاقتصادية ــ توافر الانسجام في الأوضاع السياسية بالإضافة لتوفر شروط أخرى ليست اقتصادية منها التخلص من التبعية وتحقيق الاستقلال الاقتصادي والاستفادة من التكامل للحد من سيطرة الشركات المتعددة الجنسيات لكي تكون الدول التي تسعى للتكامل هي المستفيدة وتوافر الإرادة السياسة .
يحقق التكامل الاقتصادي أهداف متعددة منها الحصول على مزايا الإنتاج الكبير الناجمة عن اتساع حجم السوق والاستفادة من الكوادر والمهارات الفنية وقوة العمل بالإضافة لتسهيل عملية التنمية الاقتصادية وتنويع الإنتاج .
يعتبر التكتل الاقتصادي هو مقدمة لاتحاد سياسي بين الدول المشتركة في التكتل أو تقديم الدعم السياسي للدول المشتركة في التكتل وإذا كان التكتل بين الدول كبيرة وأخرى صغيرة يكون الهدف هو السيطرة سياسياً من قبل الدول الكبيرة على الدول الصغيرة .
هنالك الكثير من الأسباب يمكن أن تعيق نجاح أو قيام أي تكتل منها أن معدلات النمو في بعض الدول ضعيفة و موازين مدفوعاتها تعاني من اختلالات مزمنة ومتدهورة وقطاعاتها الصناعية منخفضة الأداء وإنتاجياتها ذات مستوى منخفض والبنية التحتية غير متوفرة بالإضافة لعدم استقرار سياسيات الإصلاح الاقتصادي ونقص رؤوس الأموال وموارد النقد الأجنبي .
ويعد غياب الإرادة السياسية للبلدان التي تشكل التكتل الاقتصادي من أهم العوامل التي تعيق نجاح التكتل لأن أساس النجاح هو توفر الإرادة السياسة بالإضافة لضعف المؤسسات التكاملية وعدم القدرة على اتخاذ القرارات الفعالة التي تساعد على إنجاح التجارب التكاملية .
أهم التكتلات الاقتصادية في العالم :
الإتحاد الأوروبي
تعد معاهدة باريس التي وقعت عام 1951 بين ست دول أوروبية ( فرنسا ــ ألمانيا الاتحادية ــ ايطاليا ــ هولندا ــ بلجيكا ــ لوكسمبورج ) الخطوة الأولى في طريق بناء الجماعة الاقتصادية الأوروبية وقد جاءت معاهدة ماستريخت عام 1991 بداية الطريق لإقامة الاتحاد الأوروبي بشكله الحالي وقد انتهت عام 1992 بالتوقيع على معاهدة الاتحاد الأوروبي ودخل الاتحاد حيز التنفيذ عام 1993 وللاتحاد أهداف اقتصادية ـ اجتماعية ــ سياسية ، ويقوم الإتحاد على ثلاث دعامات :
البعد الاقتصادي يتمثل في الوحدة الاقتصادية الأوروبية والوحدة النقدية ، البعد الخارجي للاتحاد يشمل السياسة الخارجية والأمنية المشتركة ، البعد الداخلي للاتحاد يتعلق بالأمن الداخلي .
وتقوم الوحدة النقدية على عنصرين رئيسيين هما : الأول بإقامة النظام الأوروبي للبنوك المركزية والثاني يتعلق بالكيفية التي تم بها إنشاء منطقة اليورو .
منظمة جنوب آسيا ــ الآسيان
من أهم التكتلات الاقتصادية في قارة آسيا تم إنشاء المنظمة عام 1967 في مدينة بانكوك عاصمة تايلاند من أجل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وتشجيع التعاون المتبادل بين الدول والأعضاء والنهوض بمستوى البرامج الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتشجيع التعاون الدولي والإقليمي ، ليست الرابطة تكتلاً اقتصادياً مغلقاً إنما هي تكتل اقتصادي مفتوح يقبل في عضويته دول أخرى من بلدان جنوب شرق آسيا تضم الرابطة في عضويتها ( ماليزيا ــ سنغافورة ــ اندونيسيا ــ فيتنام ــ سلطنة بروناي ــ لاوس ــ كمبوديا ــ تايلاند ــ الفلبين ــ بورما ) وأشكال العضوية تتعدد بما يتفق مع مصالح وطموحات الدول .
منظمة التعاون الاقتصادي ( الإيكو ) :
تأسست عام 1992 تضم في عضويتها عشر دول ( إيران ــ باكستان ــ تركيا ــ أذربيجان ــ تركمانستان ــ طاجاكستان ــ كازاخستان ــ أوزبكستان ــ أفغانستان ) وللمنظمة أهداف اقتصادية منها :
بحث مشروعات التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء ، خلق المناخ المناسب لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة ، إزالة الحواجز الجمركية وغير الجمركية المفروضة على التجارة بين الدول الأعضاء , تطوير البرامج المشتركة لتطوير الموارد البشرية وتطوير التعاون الإقليمي في مجال مكافحة المخدرات ، تدعيم الروابط الثقافية والحضارية .
منظمة شنغهاي
تضم ست دول أسيوية ( الصين الشعبية ــ روسيا الاتحادية ــ كازاخستان ــ قيرغيرستان ــ اوزبكستان ) .
وتهدف المنظمة إلى تقوية الثقة المتبادلة بين الدول الأعضاء فيها وخلق علاقات جوار وصداقة جيدة بين الدول المشاركة وتشجيع التعاون الفعال بين الدول المشاركة في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والزراعية وغيرها وبذل الجهود المشتركة لإحلال السلام والأمن والاستقرار في المنطقة .
مجموعة التعاون الاقتصادي لآسيا والهادي ( إيبك )
يعد هذا التكتل أكبر تكتل اقتصادي عالمي حتى الآن، ويظهر ذلك من الناتج المحلي الإجمالي لهذا التكتل، فحسب إحصائيات منظمة التجارة الدولية أن منظمة الإيبك تستحوذ على حوالي 55 % من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وعلى حوالي نصف التجارة العالمية وعلى 38 % من إجمالي سكان العالم .
يضم تكتل « منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي « « الإيبك» مجموعة من الدول الصناعية المتقدمة ومجموعة من الدول ذات الاقتصاديات الناشئة، فهو يتكون حتى الآن من 18 دولة في عضويته، من قارات العالم المطلة على المحيط الهادي، فهو يضم كلاً من ( أستراليا، بروناي، كندا، تشيلي، الصين، هونج كونج، إندونيسيا، اليابان، جمهورية كوريا، ماليزيا، المكسيك، نيوزيلندا، بابوا غينيا الجديدة، الفيليبين، سنغافورة، تايوان، تايلاند، والولايات المتحدة الأمريكية).
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق