ﺃﻭﺭﺑﺎ ﻣﻦ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﺃﺯﻣﺔ 1929ﻡ.
ﻣﻘﺪﻣﺔ:
ﺍﺷﺘﺪ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺍﻻﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ 19 ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ 20ﻡ، ﻣﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﺪﻻﻉ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ (1914-1918) ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻧﺪﻟﻌﺖ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺳﻨﺔ 1929ﻡ. ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ؟ ﻭﺑﻤﺎﺫﺍ ﺗﻤﻴﺰﺕ ﺍﻟﺨﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻷﻭﺭﺑﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺮﺏ؟ ﻭﺑﻤﺎﺫﺍ ﺗﻤﻴﺰﺕ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺑﺄﻭﺭﺑﺎ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻧﺪﻻﻉ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ؟
I. ﺧﻠﻔﺖ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻭﻣﺎﺩﻳﺔ ﻭﻏﻴﺮﺕ ﺍﻟﺨﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻷﻭﺭﺑﺎ.
1) ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺍﻟﺨﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻷﻭﺭﺑﺎ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ:
ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﻴﺼﺮﻱ ﻓﻲ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻭﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺮﺍﻳﺦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻭﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻨﻤﺴﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﻬﻨﻐﺎﺭﻳﺔ. ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ﺭﺳﻢ ﺍﻟﺨﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻷﻭﺭﺑﺎ، ﻓﻈﻬﺮﺕ ﺩﻭﻝ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﺜﻞ ﺗﺸﻴﻜﻮﺳﻠﻮﻓﺎﻛﻴﺎ ﻭﺑﻮﻟﻮﻧﻴﺎ ﻭﺍﺳﺘﻮﻧﻴﺎ ﻭﻟﺘﻮﺍﻧﻴﺎ، ﻭﺗﻮﺳﻌﺖ ﺩﻭﻝ ﻗﺪﻳﻤﺔ.
ﻛﻤﺎ ﺗﻢ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻤﺴﺎ ﻭﻫﻨﻐﺎﺭﻳﺎ، ﻭﺍﻗﺘﻄﺎﻉ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﻨﻬﺰﻣﺔ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻭﺿﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﻨﺘﺼﺮﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﺮﻧﺴﺎ، ﻛﻤﺎ ﺍﺧﺘﻔﺖ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺣﻠﺖ ﻣﺤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﺍﺧﺘﻔﺖ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﺳﻴﺔ ﻭﺣﻠﺖ ﻣﺤﻠﻬﺎ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ، ﻭﺗﻢ ﻧﺰﻉ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻋﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺴﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻴﺔ. (ﺍﺭﺳﻢ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ 4 ﺹ67).
2) ﺃﺩﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺗﺮ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ.
ﺃﺩﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺗﺮ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ:
ﻓﻔﺮﻧﺴﺎ ﺳﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﺇﺿﻌﺎﻑ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﻧﺰﺍﻝ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﺎﻋﻴﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﺯﺟﺮ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻟﻜﻴﻼ ﻻ ﺗﻌﺎﻭﺩ ﺍﻟﻜﺮﺓ. ﺃﻣﺎ ﺇﻧﺠﻠﺘﺮﺍ ﻓﻘﺪ ﻋﺎﺭﺿﺖ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ، ﻭﻃﺎﻟﺒﺖ ﺑﻌﺪﻡ ﺇﺿﻌﺎﻑ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﻭﺭﺑﺎ ﺑﻴﻦ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻭﺇﻧﺠﻠﺘﺮﺍ. ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﺑﺪﺕ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺭﻓﻀﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻃﻊ ﻟﻤﻌﺎﻫﺪﺓ ﻓﺮﺳﺎﻱ. ﻣﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺗﺪﻫﻮﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، ﻭﺑﻴﻦ ﺇﻧﺠﻠﺘﺮﺍ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻭﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ.
3) ﺩﻭﺭ ﻋﺼﺒﺔ ﺍﻷﻣﻢ ﻓﻲ ﺣﻞ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ.
ﺗﺸﻜﻠﺖ ﻋﺼﺒﺔ ﺍﻷﻣﻢ ﺑﻨﺎﺀًﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻭﻟﺴﻮﻥ ﺿﻤﻦ ﺑﻨﻮﺩﻩ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻋﻘﺪ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﻓﺮﺳﺎﻱ، ﻓﺘﻢ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣﻢ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ، ﻭﻫﺪﻓﻬﺎ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻴﻦ، ﻭﻳﺘﻜﻮﻥ ﺟﻬﺎﺯﻫﺎ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻭﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻌﺼﺒﺔ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻻﻫﺎﻱ (ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﺨﻄﺎﻃﺔ 6 ﺹ 68).
II. ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻷﻭﺭﺑﺎ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻳﺔ 1925ﻡ.
1) ﻋﺠﻠﺖ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺑﻘﻴﺎﻡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻠﺸﻔﻴﺔ ﻭﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﻴﺼﺮﻱ:
ﻧﺠﺢ ﺍﻟﺒﻼﺷﻔﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ 24 ﻭ25 ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﻴﺼﺮﻱ ﻭﺗﺄﺳﻴﺲ ﺃﻭﻝ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﺗﺤﺖ ﺍﺳﻢ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ، ﻭﻗﺪ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺒﻼﺷﻔﺔ ﺑﺰﻋﺎﻣﺔ ﻟﻴﻨﻴﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﺎ ﺷﺎﻣﻼ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻧﻈﺎﻣﻬﻢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﺍﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ.( ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ 8 ﺹ69).
ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻯ ﺍﻻﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﻮﻥ (ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺇﻧﺠﻠﺘﺮﺍ) ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﺧﻄﺮﺍ ﻳﻬﺪﺩ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻲ، ﻓﺘﺤﺎﻟﻔﻮﺍ ﻣﻊ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﻴﺼﺮﻱ، ﻭﻧﻈﻤﻮﺍ ﺛﻮﺭﺓ ﻣﻀﺎﺩﺓ ﻟﻠﺒﻼﺷﻔﺔ ﺳﻤﻴﺖ ﺑﺎﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ 1918 ﻭ1921ﻡ، ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﺇﺧﻤﺎﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺷﻴﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ.
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﻨﻴﻦ ﻗﺪ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﻓﺈﻥ ﺳﺘﺎﻟﻴﻦ ﺳﻮﻑ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺘﺼﺎﻣﻴﻢ ﺍﻟﺨﻤﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻮﻑ ﻳﻘﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ.
2) ﺗﻤﻴﺰﺕ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻭﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺑﻈﻬﻮﺭ ﺩﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺎﺕ ﻋﻘﺐ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ.
ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻭﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺃﺑﺮﺯ ﻧﻤﻮﺫﺟﻴﻦ ﻟﻠﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﻨﻬﺰﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺷﺮﻭﻁ ﻣﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﺢ، ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑـ:
* ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ
- ﺗﺄﺛﺮ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺑﺸﺮﻭﻁ ﻣﻌﺎﻫﺪﺓ ﻓﺮﺳﺎﻱ
- ﻇﻬﻮﺭ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻧﺠﺎﺡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﻭﺳﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﺒﺎﺭﻃﺎﻛﻴﻴﻦ ﺳﻨﺔ 1919ﻡ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ.
- ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻓﻴﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺪﺭﺍﻟﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺤﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺘﺼﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ.
- ﻇﻬﻮﺭ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﻣﻌﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﺖ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻨﺎﺯﻱ ﺑﺰﻋﺎﻣﺔ ﺃﺩﻭﻟﻒ ﻫﺘﻠﺮ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺴﺐ ﻋﻄﻒ ﺍﻷﻟﻤﺎﻥ ﻭﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺣﻴﺚ ﻛﻮﻥ ﺩﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺔ.
* ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ.
- ﻋﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ: ﻇﻬﻮﺭ ﺇﺿﺮﺍﺑﺎﺕ ﻭﺃﺣﺰﺍﺏ ﺟﺪﻳﺪﺓ...
- ﻧﺠﺎﺡ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻔﺎﺷﻲ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﻣﻮﺳﻮﻟﻴﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﺇﺿﺮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﻴﻦ ﻭﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺇﺻﻼﺡ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ.
- ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺩﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻣﻮﺳﻮﻟﻴﻨﻲ.
- ﺍﻧﺨﻔﺎﺽ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﺍﻟﻔﻼﺣﻲ ﻣﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ.
- ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ ﻭﺍﻟﻘﺮﻭﺽ ﻭﺍﻻﺳﺘﻴﺮﺍﺩ.
- ﻋﺠﺰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ
- ﺗﺪﻧﻲ ﺍﻷﺟﻮﺭ ﻭﺿﻌﻒ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻴﺔ...
ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺃﻗﺎﻡ ﻣﻮﺳﻮﻟﻴﻨﻲ ﻧﻈﺎﻣﺎ ﺩﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺎ ﺑﺎﻟﺒﻼﺩ ﺑﺎﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﻧﻴﺔ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻠﻬﺎ ﻭﺣﺪﺓ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺗﻌﻄﻲ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ. ﻭﺍﻟﻔﺎﺷﻴﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ (ﺗﻀﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ) ﻭﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻼﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ (ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ).
III. ﻭﺍﺟﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻲ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﺳﻨﺔ 1929ﻡ.
1) ﺷﻬﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻲ ﻣﻊ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻨﻴﺎﺕ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﻧﻘﺪﻳﺔ ﺣﺎﺩﺓ ﺗﻠﺘﻬﺎ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﻧﺴﺒﻲ:
ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻣﻌﺎﻫﺪﺓ ﻟﻮﻛﺎﺭﻧﻮ ﻓﻲ ﺗﻬﺪﺋﺔ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﻮﻗﻌﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛـ:ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺇﻧﺠﻠﺘﺮﺍ ﻭﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻭﺑﻠﺠﻴﻜﺎ ﻭﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺑﻴﻨﻬﺎ.
ﻭﺍﺭﺗﺒﻂ ﺍﻻﺯﺩﻫﺎﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻓﺘﻪ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ، ﻏﺪﺍﺓ ﺃﺯﻣﺔ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻨﻴﺎﺕ، ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻭﺑﺘﻮﺳﻴﻌﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ.
2) ﺷﻜﻠﺖ ﺃﺯﻣﺔ 1929 ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻧﻘﻄﺔ ﺗﺤﻮﻝ ﺣﺎﺳﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻲ:
ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻣﻦ ﺑﻮﺭﺻﺔ ﻭﻭﻝ ﺳﺘﺮﻳﺖ ﻓﻲ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﺑﺎﻧﻬﻴﺎﺭ ﻣﻔﺎﺟﺊ ﻷﺳﻌﺎﺭ ﺍﻷﺳﻬﻢ، ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮ ﺷﻌﻮﺭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﻴﻦ ﺑﺎﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻤﻔﺘﻌﻞ ﻟﻘﻴﻤﺘﻬﺎ. ﻓﺴﺎﺭﻋﻮﺍ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ ﺍﻷﺳﻮﺩ " ﻓﻲ 24 ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 1929ﻡ" ﺇﻟﻰ ﻋﺮﺽ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ 13 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺳﻬﻢ ﻟﻠﺒﻴﻊ ﻓﻲ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﺒﻮﺭﺻﺔ. ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻭﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻋﺪﺩﻫﺎ ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﺗﺪﺍﻋﻲ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺮﺽ، ﻭﺇﻓﻼﺱ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺒﻨﻜﻴﺔ. ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ.
ﻭﻧﻈﺮﺍ ﻟﻠﺮﻭﺍﺑﻂ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺑﻂ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﻗﻄﺎﺭ ﺃﻭﺭﺑﺎ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ، ﻓﻘﺪ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺑﺄﺷﻜﺎﻝ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺩﺭﺟﺎﺕ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﺔ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ، ﻓﻜﺎﻥ ﺗﺴﺮﺏ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﺮﺩﺍﺩ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺽ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻗﺮﻭﺿﻬﺎ ﻭﺳﺤﺐ ﺭﺳﺎﻣﻴﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻭﺭﺑﺎ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﻤﺴﺎ ﻭﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺗﻀﺮﺭﺍ. (ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ 21 ﺹ74).
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق