الحمل

مشاركة مميزة

شهد العالم سنة 1929 أزمة اقتصادية كبرى

المـعرفة الجـغرافية والتـاريخية من   اعداد اخباز عبد الاله مقدمـة: شهد العالم سنة 1929 أزمة اقتصادية كبرى حركت بعنف أركان النظام ال...



الجيلالي الزرهوني اليوسفي الملقب ب "بوحمارة" و "الروكي"

     عمر بن إدريس الجيلالي بن ادريس محمد اليوسفي الزرهوني .ولقبه (الروكي) و كذالك(بوحمارة) وهو لقب اطلق عليه لتحقيره من طرف الدولة . ولد بوحمارة سنة 1860.عمل كمهندس طوبوغرافي في الجيش المغربي ثم كاتبا شخصيا في ديوان مولاي عمر شقيق السلطان الذي طرده بسبب عدم انظباطه وتزويره وثائق رسمية .فتم سجنه سنتيين حيث غادر السجن و اشتغال في ديوان احد القياد المحليين .
دخل الجزائر سنة 1319هــ/ 1901م واستقر بمدينة غيليزان قرب مستغانم متلمذا للشيخ محمد بن عبد القادر بن عدة، وتردد على الزوايا واطلع على التصوف. فاصبح شيخ زاوية ويظهر في صورة رجل من الصالحين وذو كرامات. إنتقل بعد ذلك إلى قبيلة لحياينة بإقليم تازة وحضر الموسم السنوي لولي صالح هناك وبهر جلساؤه بسعة علمه وفقهه، وبجزالة سخائه وكرمه، لا سيما لما أطلعهم على شرف نسبه ونبل مقصده. إذ ادعى أنه هو مولاي محمد بن الحسن الاول، شقيق المولى عبد العزيز.
عد عودته مباشرة بدأ دعوته وتنقل بين احواز ا(فاس) و( تازة ) التي اصبحت عاصمته فيما بعد و الشرق و بلاد الريف هناك حيث لقى مقاومة شرسة من القبائل بقيادة الشهيد محند امزيان.
كان اساس دعوته انه هو الامير مولاي محمد الابن الاكبر للسلطان مولاي الحسن واخ السلطان مولاي عبد العزيز و استدل على ذالك بوثائق رسمية تثبت نسبه بالاضافة الى الختم الخاص بالامير محمد (محمد بن الحسن الله وليه) وهو ما جعل الجميع يثق به و تم الدعاء له في منبر المسجد الاعظم بتازة في 21 نوفمبر 1902 كسلطان رسمي .. ومما زاد من الطين بلة عدم قدرة الدولة على نفي الامر لكون الامير الحقيقي مسجون لدى اخيه سرا.
ارسل السلطان في البداية قوات خاصة مكونة من عشرين جنديا وظابطا كبيرا من اجل احضاره لكنهم فشلوا في ذالك.
وهنا بدأ السلطان مولاي عبد العزيز يستدرك خطورة الامر فجهز في نفس السنة (1902) جيشا قوامه 15000 الف بقيادة خاله مولاي عبد السلام الامراني و اخيه مولاي عبد الكبير ولكنهم انهزموا هزيمة كبيرة .
امام هاته التطوارت لم يكن امام السلطان الا تسليم ملف الروكي الى وزير الحرب المهدي المنبهي ..الذي قاد حملة عسكرية جديدة ضد الروكي و رجاله في 29 يناير 1903 في منطقة بين العاصمة فاس و مدينة مكناس وانتهت باخفاق جديد للقوات المغربية .
وبعد هاته المعركة بدأ الروكي يتوجه نحو الشمال فدخل (تازة) عاصمته و تلقى مبايعة اهلها والقبائل المحيطة بها ..ثم قام بتوسع كبير حينما وصل الى وجدة في المنطقة الشرقية بل وصل الى ساحل المنطقة الشرقية قبل ان تتدخل القوات المغربية بانزال على شواطئ المنطقة و تطرد قوات الروكي التي تراجعت الى المناطق التابعة لها و انسحبت من وجدة عاصمة المغرب الشرقي .
توالت الحملات العسكرية للقوات المغربية على قوات بوحمارة منذ سنة 1903 و الى غاية 1908 ولكن وبسبب ضعف نتائج تلك الحملات المتكررة حصل الروكي على نوع من الاستقرار جعله في سنة 1905 يؤسس حكومته ويقوي جيشه وسلطته .. ورغم عدم شرعية حكمه فقد عقد اتفاقيات اقتصادية و عسكرية مع الفرنسيين و الاسبان حيث مكنهم من الاستيلاء على خيرات المنطقة مقابل تمكينه من الدعم العسكري ضد قوات المخزنية .
كانت سنة 1907 مفصلية في حركة "الروكي" حيث وقع حدثان مهمان ..اولهما مقاومة الشهيد محند امزيان في الريف حيث قام بشن هجمات على قوات السلطان المزيف من جهة وعلى مواقع استغلال المناجم الاستعمارية الاوروبية.
اما الحدث الثاني فهو عزل السلطان مولاي عبد العزيز و تعيين مولاي عبد الحفيظ مكانه و الذي تمت مبايعته من قبل الشعب على الحفاظ على الاستقلال و محاربة الثورات الداخلية .
سنة 1909 ستكون فيها اخر معركة بين قوات الروكي و الجيش المغربي .. اندحرت فيها قوات الروكي و لجأ هذا الاخير مع 400 من جنوده ومساعديه الى (الزاوية الدرقاوية) وطلبوا الامان من السلطان المغربي معتمدين على قدسية المكان لدى المغاربة الا ان القوات المغربية قامت بقصف الزاوية بالمدفعية الثقيلة .
في 8 شعبان 1327هــ/ 16غشت 1909م تمكن هذا الجيش من القبض على بوحمارة ، وقتل رميا بالرصاص في 13 شتنبر 1909م.

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

 
المـعرفة الجـغرافية والتـاريخية © 2014. جميع الحقوق محفوظة. نقل بدون تصريح ممنوع اتصل بنا
Top